تقاريردليل المزارع

د أمل بدران تكتب: الكنز المفقود في مشروعات تربية الحمام؟

استاذ مساعد فسيولوجيا الدواجن – قسم بحوث تربية الدواجن – معهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية

تُعتبر مشاريع الحمام من أقل مشاريع الإنتاج الحيواني تكلفة، حيث إنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير كما تحتاج إلى تجهيزات قليلة أقل بكثير من مشاريع الدجاج. كل ما يتطلبه المبتدئ هو إعداد مكان مناسب مع اقتناء أعداد قليلة من الحمام كنواة ثم تترك لتتكاثر إلى الحد المطلوب.

وتربية الحمام في الريف المصري تحتل مرتبة متقدمة، حيث إن الفلاح يربي الحمام للحصول على مصدر دخل إضافي، وهي من أفضل الهوايات لشغل أوقات الفراغ، خاصة لكبار السن وكذلك الشباب.

فوائد تربية الحمام

الحمام له أهمية اقتصادية كبيرة حيث يمكن أن يُستغل في الحقول لالتقاط بذور الحشائش الضارة بالمحاصيل الزراعية، لأن الحمام يتميز بقدرته على التقاط هذه الحبوب بدقة من الأرض دون أن يسبب أدنى ضرر للمحاصيل الزراعية. كما يمكن أن يستخدم الحمام في التقاط الحبوب التي تتخلف نتيجة الحصاد، وهذه كمية لا يُستهان بها في مصر. وبالتالي يمكن أن يستغل الحمام في تنظيف البيئة من هذه الحبوب وفي نفس الوقت الحصول على الزغاليل كمصدر للحم.

يمكن أن يُستفاد من الحمام أيضاً من خلال استخدام زرق الحمام في تسميد الأراضي الزراعية، ولقد أظهرت الدراسات المختلفة ارتفاع القيمة السمادية لزرق الحمام مقارنة بباقي أنواع الطيور، حتى إنه أُطلق عليه اسم الزرق الحامى لاحتوائه على كمية كبيرة من عنصر النيتروجين.

فوائد تربية الحمام في مصر

تربية الحمام على المستوى الإنتاجي والاقتصادي في جمهورية مصر العربية لم تزل غير مستغلة بالمقارنة بتربية أنواع وسلالات الدواجن الأخرى. رغم أن هناك بعض المزايا في تربية الحمام، فعلى سبيل المثال، فإن لحم الزغاليل يُعدّ من أجود أنواع اللحم التي تتميز بالطعم اللذيذ والقيمة الغذائية العالية.

ولقد زاد الطلب في الآونة الأخيرة على لحم الحمام، وهذا ليس مستغرباً، حيث إن الزغاليل عرفت منذ القدم كمصدر جيد للحم. وقد دلت الآثار على أن القدماء المصريين منذ حوالي خمسة آلاف سنة استخدموا الزغاليل في الغذاء والعلاج.

ويمكن أن تستخدم الزغاليل في علاج النحافة نظراً لاحتواء لحم الزغاليل على البروتين العالي وسهل الهضم، الذي يمكن للجسم أن يمتص حوالي 80% منه ليستخدم في العمليات الحيوية في الجسم، وأيضاً فإن لحم الحمام مستساغ لدى المصريين.

يتميز الحمام عن باقي أنواع الطيور الأخرى بمزايا فريدة تجعله في مرتبة متميزة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن الحمام يعيش حياة اجتماعية متكاملة تشبه إلى حد كبير الحياة الاجتماعية للإنسان.

كما أن الحمام ينتشر في جميع البيئات المختلفة، والسبب في ذلك أنه طائر قوي التحمل وسريع التأقلم مع مختلف البيئات ومع جميع الظروف. ومن العبارات الدارجة في موروثنا الشعبي أن “تربية الحمام غِيَّة” وهذه العبارة لها نصيب وافر من الصحة، فهواية تربية الحمام قد اجتذبت الكثيرين على مر الزمان.

دورة حياة تربية الحمام

يعيش الحمام لمدة 15 عاماً أو أكثر، حيث تعيش الإناث من 10-12 عاماً، أما الذكور فمتوسط أعمارها يتراوح ما بين 12-15 سنة، ويظل الحمام منتجاً طيلة أيام حياته، خاصة الذكور. وقد تسوء إنتاجية بعض الأزواج بدءاً من السنة الخامسة، ولكن يمكن أن تظل الإنتاجية ممتازة حتى السنة السابعة أو الثامنة، وهذا يتوقف على نوع السلالة.

أقوي جهاز مناعي لدي الحمام

ومن المعروف استحالة إصابة الحمام بمرض أنفلونزا الطيور أو نقله له، ويرجع ذلك إلى أن الحمام يمتلك أقوى جهاز مناعي بين الطيور،  ويمتلك الحمام درجة عالية جداً من القدرة على مقاومة المرض. ولدى مصر مجموعة من السلالات النادرة من الحمام تبلغ نحو أربعمائة نوع تمثل ثروة قومية. ومعروف عن الحمام أنه صديق للإنسان ولديه صفة الوفاء الشديد. ويوجد نحو نصف مليون مواطن يربون الحمام في مصر من خلال المزارع، وخاصة حمام الزينة والغزار والزاجل، ويمكن أن يحل بديلاً لمزارع الدواجن.

انواع الحمام

ينقسم الحمام إلى قسمين رئيسيين وهما:

  • الحمام البري (الجبلي أو البرجي)
  • الحمام الداجن

1- أهم أنواع الحمام البري:

  • الرزقاء: ينتشر في أوروبا ويهاجر حتى يصل إلى دلتا مصر.
  • الجبلي: ينتشر في مصر في السلوم ومرسى مطروح.
  • الجبلي المصري: ينتشر في الدلتا والفيوم.
  • القزازي: رمادي اللون مع وجود خطين أسودين على الجناحين وخط أسود في مؤخرة الذيل.
  • الأزرق المفضض: يشبه القزازي، إلا أن جسمه كله منقّط بريشات سوداء.
  • البربري: يشبه القزازي مع اختلاف اللون من الرمادي إلى البني الفاتح.
  • الحُمر: يشبه نوع البربري، إلا أن جسمه مغطى بريشات بنية اللون.
  • عروس البرج: أبيض ينتشر على جسمه ريشات لونها بني غامق.

2-الحمام الداجن

ويعرف بحمام الأمصار وهو الذي يُربى في المنازل ويأنس لمن يُغذيه ولا يُزعجه. فإذا اعتاد المربي أن يُطعمه من يده، فإنه يحطّ على يديه أو كتفيه بمجرد رؤيته، خصوصًا إذا كان جائعًا. والحمام الموجود في مكة (حمام الحرم) يأمن مرور الإنسان بجانبه فلا ينزعج ولا يطير فزعًا.

وينقسم الحمام الداجن إلى قسمين:

أولاً: حمام إنتاج اللحم

ويُشترط في حمام الأكل أن تكون زغاليله ممتلئة بعضلات الصدر للأكل بعد اختفاء الزغب الأصفر، والذي يحدث بعد ثلاثة أسابيع إلى أربعة من حياتها. ولا يُفضل ذبحها بعد الطيران، ولا يصلح الحمام الكبير ولا الزغاليل التي كتمت الصوت للأكل؛ لأن لحمها يتحول إلى ألياف وتقل فيها المادة الدهنية. وما كبر منها يُربى لإنتاج الزغاليل، وأشهر أصنافه هي:

ماهي الانواع المحلیة المصریة من الحمام؟

1- الحمام البري:

ناتج من الخلط بين العديد من السلالات، وتختلف الأفراد فيما بينها في اللون والحجم. منه الأبيض والأحمر والرمادي، وهو أكبر في حجم الزغاليل (500-600 جم) ويعطي 6-8 أزواج سنويًا.

    2-الحمام البلدي:

هو صنف نتج من خلط الحمام البري بالأنواع ذات الحجم الكبير، وهو أكبر حجمًا من البري وأصغر أصناف حمام الأكل الأخرى في الحجم. ألوانه عديدة، منها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر، وقد يتكون من لونين أحدهما أبيض والآخر أحمر أو أصفر أو أزرق. ولا يشترط أن يكون لون زغاليل الحمام البلدي بنفس لون الأبوين، فقد يكون لون الزغاليل مخالفًا للون الأبوين تمامًا، أو خليطًا منهما، أو من أحدهما مع لون أحد الأجداد.

صفات تميز الحمام البلدي المصري

من صفات الحمام البلدي التي يمكن من خلالها التعرف عليه بسهولة:

  • عدم وجود ريش على أرجله، وليس على رأسه شوشة ولا قطعية.
  • وباعتباره خليطًا، فقد تظهر على رأسه إما شوشة أو قطعية فقط، أو شروال قصير على رجليه أو على أحديهما. ولذلك، فهو لا يكون بشكل واحد دائمًا كما في الأنواع الأخرى مثل الرومي والقطاوي من الأنواع النقية.
  • ومن صفاته كثرة وضع البيض؛ فهو يعطي من 6-10 أزواج في العام، بينما الأصناف الأخرى تكون أقل نشاطًا، فبعضها يعطي أربعة أزواج مثل الرومي، وبعضها يفرخ مرتين في المتوسط مثل المالطي.
  • لذا يفضل مربو حمام الأكل خلط البلدي بالأنواع ذات الأحجام الكبيرة لينتجوا خليطًا يكتسب من البلدي كثرة وضع البيض ومن الأنواع الأخرى كبر الحجم، فتُباع زغاليله في السوق بثمن مرتفع.
  • ويمتاز البلدي بأنه يطير إلى مسافات أبعد من تلك التي تطير إليها الأصناف الأخرى الكبيرة الحجم، وذلك لخفة وزنه، فإذا أطلق فإنه يحصل على غذائه من الخارج غالبًا. ويختلف لون عينيه بسبب الخلط الكثيف فيه، ويتراوح وزن زوج الزغاليل منه من 680-450 جرامًا في المتوسط.

3- الحمام الرومي:

حجمه أكبر من البلدي وأقل من المالطي، ولونه أبيض خالص ولون عينه أسود. منقاره صغير الحجم، وأظافره بيضاء، وجميع فراخه يكون لونها أبيض. الأرجل عليها شروال طويل، ورأسه مزين بشوشة وقصة. لا يطير كثيرًا كالبلدي لكبر حجمه، ولا يميل مربيه بالسماح له بالطيران خارج القفص خوفًا من عدم قدرته على الطيران.هو أغلى ثمنًا من البلدي، يُنتج حوالي 4 أزواج في العام في المتوسط، ويبلغ وزن الزوج الصغير (الزغلول) الصالح للأكل حوالي 1 كيلو جرام.

4- الحمام الإسكندراني:

حجمه كحجم الرومي، وله شروال وشوشة وقصة. لونه أزرق مسود، ويشبه الرومي في صفاته. يُنتج حوالي أربعة أزواج من الصغار، ويبلغ وزن الزوج الصغير المعد للأكل حوالي 1 كيلو جرام.

5- الحمام القطاوي:

حجمه كحجم الرومي، ولونه أحمر طوبي، وله شروال وشوشة (زوائد من الريش) في مؤخرة الرأس وقصة (برنيطة، أي زوائد من الريش) على مؤخرة منقاره وفي مقدم الرأس. أفضل الأنواع هو الأحمر الطوبي ذو المنقار الأبيض والضريبة الزيتية والأظافر البيضاء، مع شروال طويل. يُنتج حوالي 3-4 أزواج من الزغاليل في العام، ويبلغ وزن الزوج من الزغاليل حوالي 900 جرام.

6- الحمام الإسلامبولي:

يشبه الرومي في جميع صفاته ما عدا اللون، فهو أصفر بلون السكروتة، ويُسمى أيضًا “أكول”. وهو غير مرغوب فيه كثيرًا وغير منتشر.

7-الحمام المغربي:

حجمه كبير وألوانه متنوعة، وقد يكون على رأسه من الخلف شوشة، وليس له قصة، وله شروال قصير نوعًا ما مقارنة بالرومي. يُرجح أنه خليط بين الرومي والمالطي. يُنتج حوالي 2-3 أزواج في العام، ويبلغ وزن زوج الزغاليل حوالي 900 جرام.

8الحمام المالطي:

أكبر الأنواع حجمًا، بطئ الحركة، لا يطير إلا لارتفاع قليل، والنقي منه لا يطير بالمرة بسبب وزنه وطول جسمه الذي قد يصل إلى 50 سم. يُميز بكبر حجمه، ويأتي بألوان مختلفة مثل الأبيض والأحمر الفاتح والأحمر الغامق والأصفر والأسود والأزرق، بالإضافة إلى الألوان المخلطة. لا يطلقه الهواة للطيران لعدم قدرته على الطيران والخوف من اقتناصه. أصل الحمام المالطي الموجود بمصر جاء من إيطاليا وأمريكا. في البداية، يكون كبير الحجم وطويل الجسم، لكن تأثره بجو مصر يجعله يصغر حجمًا، وتصبح أفراخه أصغر حجمًا، ويكون نشاطه في الطيران أكثر من والديه. لا يفرخ الحمام المالطي كثيرًا وقد يُنتج زوجين أو ثلاثة من الزغاليل في العام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى